سيرة ذات غير ناصعة
1. ولد محمد ولد عبد العزيز ب "كبمير" في السنغال في نهاية الخمسينات من القرن الماضي، وبعد ظهور بوادر الانحراف على شخصيته اضطرت أسرته إلى نقله إلى مدينة روصو بموريتانيا.
2. ولفشله في الدراسة وانحراف سلوكه طرد من ثانوية روصو، من السنة الثانية إعدادي.
3. وفي منتصف السبعينيات التحق بإدارة الميزانية عن طريق الواسطة، كوكيل إداري مكلف بحمل بريد الإدارة، لكنه خان الأمانة وقام بعملية سرقة، فسجن على أثر تلك الفعلة، وبعد تدخل أهله لدى مدير الميزانية، أمر بالإفراج عنه وطرده من إدارة الميزانية.
4. في سنة 1977 انضم إلى الجيش عن طريق أحد أقربائه، ولحاجة الجيش آنذاك إلى العنصر البشري بفعل حرب الصحراء، لم يتم التدقيق في سيرته الذاتية.
5. مع نهاية السبعينيات أرسل إلى مدرسة عسكرية "بفاس"، بالمغرب ولتدني مستواه الدراسي، تم تكوينه في مجال "ميكانيكا" السيارات.
6. مع بداية الثمانينيات أُلحق "بمرآب" تصليح السيارات بالمنطقة العسكرية السادسة، وخلال وجوده بالمنطقة العسكرية السادسة، كان محل توبيخ وتأنيب دائم من طرف رؤسائه، لعدم انضباطه وضعف أدائه العملي .
7. وبعد وصول العقيد معاوية ولد الطائع إلى الحكم في 1984، قام بضم ولد عبد العزيز إلى حمايته الخاصة نتيجة رابطة أسرية وكان في ذلك الوقت برتبة "ملازم ثاني"، وهي الرتبة التي كان سيظل فيها لولا تلك العلاقة الأسرية.
8. وباستخدام العلاقات الأسرية تارة وبالتحايل والابتزاز تارة حصل على كل تلك الرتب والنياشين، دون أن يدخل أي أكاديمية عسكرية أو يتلقى أي تكوين عسكري أو علمي أو يقود وحدة عسكرية أو يشارك في معركة حربية أو يخضع لتجربة إدارية .
ثروة محمد ولد عبد العزيز
1- محمية في ولاية إنشيري تحتوي على كل أنواع الحيوانات وخاصة النعام تقدر قيمتها بعشرات المليارات
2- أسطولا من الشاحنات يحتكر نقل البضائع بين نواكشوط وسنغال مما قتل ميناء نواكشوط.
3- يمتلك في العاصمة انواكشوط العديد من العمارات من أبرزها :
§ العمارة الموجودة قبالة مصحة الحياة
§ العمارة الموجودة قرب المدرسة التركية، وهي العمارة التي عبد امتداد طريق المختار ولد داداه من أجلها .
§ عشرات الفلل الفخمة في مقاطعة تفرغ زينه .
§ فلا فخمة بالسويسي ، وهو حي من أرقى أحياء الرباط بالمغرب .
§ مئات الملاين مودعة بحسابات بنكية في الداخل والخارج .
§ مجموعة من الحمامات العمومية .
السؤال الذي يطرح نفسه، هو من أين "لرئيس الفقراء " هذه الثروة ؟
مع العلم أن رواتب الضباط إلى غاية عام 2003 كانت في حدود 37000 ألف أوقية.
لكن إذا دققنا في الأمر عرفنا مصادر هذه الثروة الهائلة:
• الابتزاز واستخدام الجاه أيام كان مرافقا عسكريا.
• الاستحواذ على ميزانية الحرس الرئاسي بشكل كامل، وهي ميزانية كان يتصرف فيها دون رقيب أو مساءلة من أحد، علما أن الميزانية التسييرية للحرس الرئاسي تضاعفت عشرات المرات حتى وصلت إلى حدود 320 مليون بعد انقلاب 2003.
• الاستحواذ على ميزانية الرئاسة خلال سنة ونصف السنة، عندما كان قائدا للأركان الخاصة.
• احتوائه على الدولة خلال العشرة أشهر التي قضى في الحكم بعد انقلابه في 6 أغشت 2008.
خطورة ولد عبد العزيز على مستقبل موريتانيا
يقول الحكماء إن الرجل يعرف من خلال ثلاث معطيات: ما يقول وما يفعل ومن يخالط من الناس.
1 – ما يقول ولد عبد العزيز:
• نزل ولد عبد العزيز بالخطاب السياسي إلى مستوى السوقية والغوغاء، وقديما قيل : "كل إناء بما فيه يرشح"، فخطابه يقوم على الكذب والسب والشتم واتهام الآخرين والتهديد والوعيد، أي إضفاء ما فيه هو من عيوب على الآخرين، وهذا الأسلوب خطير في المجال السياسي، لما ينجر عنه من احتقان وتوتر سيؤدي إذا استمر إلى حرب أهلية.
• المجاهرة بمعاداة مجموعات قبلية معينة ومهاجمتها وإلصاق التهم بها، وهي سابقة في التاريخ الموريتاني، أن يقوم شخص يدير الشأن العام بهذا الأسلوب، الذي يهدد السلم الاجتماعي، وقد يكون شرارة لحرب أهلية.
• فولد عبد العزيز في ما يقول، ينطبق عليه حديث الرسول "ص" في المنافق: (إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا ائتمن خان......)
2- أفعال وممارسات ولد عبد العزيز :
خلال عشرة أشهر من ممارسة ولد عبد العزيز، أستطاع إفلاس موريتانيا، ومظاهر ذلك بادية للعيان:
• عجز الدولة عن دفع المرتبات، وهي أول حالة في تاريخ الدولة الموريتانية.
• توقف 160 مشروعا عن العمل بشكل شبه كامل، وهي مجمل المشاريع التي كانت قائمة في موريتانيا قبل انقلاب 6 أغشت 2008.
• هروب كل الاستثمارات الأجنبية وتوقف العون الدولي.
• تم خلال العشرة أشهر الماضية التي حكم فيها ولد عبد العزيز موريتانيا تعيين حوالي 720 موظفا ساميا لم تراع في تعيين أي منهم معايير الكفاءة والنزاهة، وإنما تم تعيينهم على أساس القرابة والمحسوبية والولاء الشخصي.
• وجد ولد عبد العزيز أمامه أموالا طائلة لمشاريع تنتظر التنفيذ، وبدل إنفاقها على المشاريع التنموية، قام بتبديدها من أجل إضفاء الشرعية على انقلابه، واختزن الباقي.
في مقابل هذا الواقع المرير ما زال ولد عبد العزيز يتحدث عن الفساد وعن موريتانيا الجديدة، التي ستكون على صورته هو وقيمه وأخلاقه المنحرفة.