الثلاثاء، 1 فبراير 2011

رواد الثورة الحديثة يؤطرون ثورة المصريين عبر الفَايْسبُوك

يشرف عدد هائل من التونسيين الباصمين على الحدث التاريخي المطيح بالرئيس "الهارب" زين العابدين بن علي على تأطير المصريين الثائرين في وجه النظام المصري والمطالبين بإسقاطه عن بكرة أبيه.. وقد أضحى هذا الإشراف التأطيري منتشرا بقوة على الساحة الافتراضية التي يضمنها الإنترنيت، بتفوق كامل لموقع التواصل الاجتماعي فَايْسبُوكْ على الرسائل الإلكترونية وتْوِيتْرْ وغرف الدردشة..

وأوردت فقرات من هذا النصح التونسي للمصريين، خلال الفترة البدئية من اندلاع الاحتجاجات، أنّ "الإنترنيت والمحطات الفضائية والتظاهرات الجماهيرية المليونية هي الأسلحة العصرية الماحقة للدكتاتور وأعوانه وبصورة سلمية يرضى عنها جميع العالم، وهي أقوى من كل سلاح في هذا اليوم".. كما عُمد إلى رسائل حقوقية قوية وجه فيه الخطاب للمواطن المصري تقول: "حريتك حق مقدس لك ويجب عليك انتزاعها، وعليك أن تحرر نفسك الآن من الخوف حتى تبدأ بتحرير شعبك.. وعصر سطوة وبطش المخابرات العربية انتهى.. كما أنّ اللغة والفكر والإعلام والمعلومة أساليب فتاكة لتشتيت شمل العبيد والأصنام والمنتفعين من الدكتاتور"ن قبل أن يضاف: "اعلم تماما أن شابا واحدا وشابة واحدة ماهرين ومنظمين في استخدام شبكة الإنترنت قادران على تحريك أمة هامدة وإحيائها، كما أنهما قادران تمام القدرة على إحداث ثورة شعبية عارمة وناجحة".

وواكب التونسيون تطور الخرجات المصرية التي نفذت بعدد من البلدات، كما تتبعوا بإرشاداتهم الأنباء المتحدثة عن سقوط ضحايا على أيدي الأمنيين وقناصي الفرق الخاصة، إذ ورد بهذا الشأن: "اعلم أيها المصري أن سقوط أي جريح أو قتيل يشكل رصاصة رحمة إضافية على الدكتاتور"، كما كان التونسيون قد أشعروا بقرب فرض النظام المصري لحصار إعلامي وإلكتروني على تطورات "ثورة الفُلّ".. وبذلك بثت تحذيرات تونسيين تقول: "جهز نفسك وانضم لكل الشبكات الاجتماعية والإخبارية، وحضّر كل عناوين الصحف والمحطات الفضائية والمنظمات الدولية ووزارات الخارجية ومنظمات حقوق الإنسان وسفارات الدول في العالم لترسل لها أية مواد أو بيانات أو فيديو.. واستغل كاميرات التصوير بما فيها كاميرات التلفونات لتصوير المظاهرات والجرحى والشهداء قبل بعثها إلى وكالات الأنباء والفضائيات .. وصوّر أيضا وجوه عناصر الشرطة وقياداتهم وكل الذين يستعملون العنف ضد الشعب.. واكتب قائمة بأسماء أزلام النظام وأعوانه وناهبي المال العام، والذي يشرفون على التعذيب، حنى يعلموا أنهم معروفون من قبل الشعب".

كما أطّر خبراء "ثورة الياسمين" تحرّكات "ثوريي الفلّ" بالشوارع المصرية.. وذلك بتعميم معلومات مفادها أنّ مشروب الكوكاكولا الغازي يوقف تأثير الغازات المسيلة للدموع مباشرة بعد غسل الوجوه به.. وأن غمر القنابل الدخانية وسط الماء يوقف أداءها، كما أن رشّ الدهانات السوداء على الواقيات الزجاجية للعربات الأمنية يعقد تحركاتها، ثمّ حشر الأثواب المبللة داخل العوادم الغازية للمدرعات يوقفها ويخرجها عن الخدمة، في حين يسهم ارتداء البلاستيك من العصي الكهربائية التي يستخدمها الأمنيون في صعق المتظاهرين..

أمّا مؤخرا فقد أوصى التونسيون شعب مصر بتكثيف الخرجات الاحتجاجية ليلا لكونها تقلل من فرص القبض على المشاركين ضمنها وكذا تعذب عمل المخبرين المكلفين بتحديد الهويات وتوقف أيضا كافة المخططات بشن اختطافات ليلية، زيادة لما لها من تأثير على الاستقرار النفسي والبدني للنظام الحاكم الذي يرهق بمتابعة التطورات دون انقطاع.

http://www.toutsurlalgerie.com/


ليست هناك تعليقات: