الثلاثاء، 25 يناير 2011

الجنرال عزيز أخطأ في محاولته للتوظيف السياسي لحادثة ولد دحود

عتبرت صحيفة L’authentique في افتتاحية عددها الصادر أمس الاثنين أنه من الواضح ان الجنرال محمد ولد عبد العزيز قد تلقى استشارات خاطئة قبيل تفقده لمرافق عمومية في مقاطعة تيارت يوم الخميس الماضي، ورأت الصحيفة أن ذلك تجلى في محاولته لتوظيف انتحار الشاب يعقوب ولد دحود لخدمة برنامجه السياسي.
وتضيف الصحيفة أنه بالرغم من أن عزيز تأسف لوفاة الشاب ولد دحود لكن ذلك غير كاف لأنه كان عليه إظهار المزيد من التعاطف مع هذا الشاب وكل الموريتانيين وتقديم العزاء لأسرة الفقيد، ثم تذهب الصحيفة إلى القول "مهما يكن فان ولد دحود يحمل الجنسية الموريتانية ولا يجوز تهميش العمل الذي قام به وجعله تافها خاليا من أي معنى أيا كانت دوافعه".
ثم تخلص الصحيفة إلى القول "على ولد عبد العزيز أن يتخلص من محيطه الضيق الطامح إلى تحقيق مصالحه الخاصة مهما كان الثمن، والنظر إلى موريتانيا بشكل عام كوطن يضم كل الموريتانيين". ثم تختم الصحيفة بالدعاء أن يلهم الله أسرة الفقيد الصبر والعزاء.
ترجمة: مركز الصحراء

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

بن علي يراسل الجنرال عزيز
أخي العزيز في السلاح، أسمح لنفسي برفع الكلفة بيني وبينك، باعتباري أسن منك وأسبق إلى رتبة جنرال، وفي منصب رئاسة الدولة ورئاسة الجمهورية. هناك عوامل مشتركة عديدة بين مسارينا، وأنت – زيادة على ذلك- كنت آخر رئيس يزورني. ثلاثة أيام فقط مرت بعد مغادرتك لتونس، ليبدأ العد التنازلي لمغادرتي لها.

نحن الاثنان التحقنا بالجيش متأخرين، الأمر الذي لم يمنعنا من صعود درجات السلم بسرعة جعلت الألسن الشريرة تزعم أن بلوغنا رتبة جنرال كان محاباة أكثر منه استحقاقا.

درنا حول الحكم وفي قصوره التي كانت أنوارها البراقة تغوينا بقوة، لدرجة أننا سقطنا – في النهاية – في حبال جاذبيتها.

لقد قمنا بانقلابين: انقلاب طبي بالنسبة لي، وانقلاب عسكري بالنسبة لك؛ لن يذكرا أبدا كمخالفتين عسكريتين. ذلك أننا أطحنا برئيسين مسنين لم يكن لهما حرس شخصي، ولا أمن رئاسي غيرالذي وضعناه نحن لهما. استخدمنا نفس الذرائع، بفارق 21 عاما، لتبرير إبعادهما، وفتحنا الكثير من الآمال عند وصولنا إلى السلطة.. قدمنا الوعود ذاتها: الديمقراطية، الحرية، المساواة، العدالة، الرقي، وكل الوعود البراقة التي لا تلزم غير من يصدقها. كنت أول من نسيها؛ وحسب الأصداء التي أتلقاها من موريتانيا، فإن لست بعيدا من اتباع نفس الطريق.

لكن الوقت لم يفت بعد: مازال بإمكانك تدارك نفسك قبل أن يضيع الأمر عليك نهائيا كما ضاع علي أنا. أنت بحاجة إلى نصائح يا أخي؛ وسأقدم لك منها الكثير, قم بإرساء ديمقراطية حقيقية في بلدك.. لا تستمع للذين يقولون لك إن البلدان العربية والإفريقية ليست للديمقراطية.

دع شعبك يعبر عن نفسه بحرية في الصحافة المكتوبة والمسموعة والمرئية؛ لا تصادر رأيا؛ لا تعتم على أي شيء؛ ولا تسجن من يناضلون في سبيل الحرية، فالقمع والإذلال والترويع، لا تولد غير التعطش للتحرر؛ وعندما يريد شعب ما أن يتسلم مصيره بيده، فلا تستطيع أفضل شرطة في العالم أن تقضي عليه. وقد أثبت التونسيون ذلك، مع أنني كنت أعتقد أن لاشيء ينقصهم. فبحسب المعلومات التي كانت تصلني من حزبي ومن الحكومة ومن عشرات أجهزة المخابرات التي أقمتها، فإن الشعب كان يعتبرني عبقريا لم يعد يمكنه الاستغناء عنه.. نصيحة مفيدة أقدمها لك: لا تستمع للذين يرددون لك طول النهار أن كل شيء على أحسن ما يرام، فهم لا يريدون سوى إرضائك ليحافظوا على مناصبهم وامتيازاتهم، بل استمع لأنين البلد.. نوع مصادر معلوماتك ولا تصدق- لحظة واحدة- أنك الأفضل، كما يحاول أن يقنعك بذلك –كل يوم- المتزلفون والمطبلون، نظم انتخابات حرة وشفافة.. وحتى لو طالبك كل الناس بالبقاء، لا تتجاوز مأموريتين, وتجنب هيمنة حزب الدولة، كما يتنجنب الطاعون.

لا تترك أسعار المواد الأساسية تزيد على المعدل المعقول، بفعل التجار والمضاربين. لا تسحق المعارضة أكثر من اللازم، ليكون هناك بديل، في حالة ما إذا سارت الأمور بشكل سيء، ومر الشرطة أن لا تكون يدها غليظة ولا سريعة في الضغط على الزناد حين يطالب متظاهرون بمزيد من العدل والمساواة.

لا تترك -أبد- أهلك، القريبين والبعيدين، يستغلون موقعك السامي ليأخذوا لأنفسهم امتيازات، إذ لا يوجد أخطر من شعب مغبون، يتعرض للظلم ويرى آخرين يستفيدون، دون وجه حق، من ثرواته، لأنهم يحظون بصلات قربى مميزة.

لن أنهي رسالتي دون أن أذكرك بحال الرجل الذي احتكيت به طويلا؛ والذي بات، منذ الآن، جارا لي في قطر؛ أعني الرئيس السابق ولد الطايع الذي، لم ير -مثلي - أي شيء قادم.

ما زالت لديك إمكانية أن لا تنتهي كما انتهينا نحن.. فاغتنمها قبل فوات الأوان.

زميلك الأقدم، زين العابدين بن علي