الأربعاء، 26 يناير 2011

تاجر خردة طبية يتشفى على يعقوب ولد دحود

الأسرة الحاكمة الجديدة لموريتانيا _ عزيز تكبر ابنهما الصغير ـ 

استمعت، و أنا أستشيط غضبا، من تعليق محمد ولد عبد العزيز على إحراق ابن عمي و أخي العزيزالمرحوم يعقوب ولد دحود. و فهمت جيدا ما قله و ما أراده، لأن هذا الماسك بزمام بلادنا بلاء من الله العلي القدير لا يحسن شيئا مثلما يحسن التعبير بالكلام و بالأفعال عما يدور في نفسه من تلوي العقد الخلقية وتطاير النوايا السيئة.
لكنني، و أقولها هنا حتى لا يقال إنني لم أحسن الظن به، تفاجأت كثيرا كثيرا من قحة و سوقية ما سمعت ممن كان ينتظر منه السمو بمشاعره أو على الأقل بتعبيره عنها إلى مستوى موقعه من الدولة و منزلته عند الناس.
فالشعب الموريتاني و نحن أقارب و أحباء يعقوب العاقل الرافض للضيم، و بغض النظر عن رأينا في فعلته، كنا ننتظر من محمد ولد عبد العزيز و الجالس على كرسي رئس الجمهورية، أن يعلن للمواطنين و لعائلة المحترق عن ألمه و مواساته و ينأى بنفسه عن الخوض في تفاسير و تعاليق تقود لا محالة إلي ذاتية لا تليق برؤساء الدول. كنا ننتظر منه أن يزور المريض في المستشفى و يواسي أسرته و يتكلم مع أخيه المكلوم و يراه أبناء عمومته الساكتون – بما فيهم بعض المصفقين له- شرفا و صونا للسلم الاجتماعي على ما يلاقونه من تنكيل و احتقار على يده و على يد أقربائه و أزلامه. فهو من المفروض رئيس كل الموريتانيين، أصحاء و مرضى، و حارقي أنفسهم و مصابين بالأنفلونزا، و مسالمين و مجرمين، و داعمين له و معارضين، وفقراء و رجال أعمال.
كنا ننتظر منه أن يؤجر، على نفقت الخاصة – و أخذ من المال العام ما يجعله قادر على ذلك – أو على نفقة الدولة طائرة تقل المريض إلى حيث بمكنه العلاج و يسهر "شخصيا" على متابعة حالته و يذيع ذلك في الإذاعة و التلفزيون. فهو من المفروض مسئول عن حياة و صحة كل فرد من أفراد هذا الشعب و لو كان "رجل أعمال موسر غير راض عن مكافحة الفساد"!
كنا ننتظر منه أن يبعث بمن أبوه ابن عم يعقوب الشريف الرافض للضيم؛ وزيره للصحة بكلمات تهدئ من ألم أهل دحود و ذويهم و ترسل رسالة أمل إلى الشباب الموريتاني الغاضب من رجال أعمال صادر أهل غدة و أهل ودادي و أهل النور و غيرهم من أقرباء و و"وقافي" عزيز نفسه حقهم في الصفقات العمومية، ومن حملة الشهادات العاطلين عن العمل و أبناء الفقراء الذين لم يعد دخل أهلهم المتواضع يسد رمقهم بفعل تزايد الأسعار وغيرهم من أبناء البلد القلقين على مستقبلهم.
كنا ننتظر منه، إن لم يفعل شيئا مما سبق، أن يلزم الصمت عن الموضوع و يترك التعليق عليه لمعاون في كرسي طيار، إذا أصاب جوزي بكلمة أو بنظرة عين و إذا أساء طرد من المنصب و جعل كبش فداء.
لكنه أطل علينا و هو يزور مستوصفا وبحضرة من أبوه ابن عم يعقوب المحترق بظلم السلطان و جوره و نفاق سدنته و تسلطهم و هو يتشفى على الشاب الذي يصارع الموت في مصحة خارجيةّ! أطل علينا و هو يكشح القناع عن حقيقته "الورانية" كما يقول أهل هذا البلد : تاجر خردة طبية يجلس في كرسي رئيس دولة. فلا غرابة إذن أن يتشفى على يعقوب ولد دحود. لا غرابة!
الغريب هو أن يفوت علينا نحن أن جذع الشجرة لا يتحول إلى تمساح مهما سكن النهر و أن الإناء لا يرشح إلا بما فيه. ليت يعقوب ولد دحود عرف ذلك قبل أن يضرم النار في نفسه أمام القصر الرئاسي لينبه رئيس الجمهورية إلى مدى الاحتقان من ظلم نظامه و جور! ليته عرف ذلك و لم يفعل ما فعله بنفسه هدرا!!!
العلوي

ليست هناك تعليقات: