الاثنين، 24 يناير 2011

الجنرال راقب عملية إحراق ولد دحود لنفسه


نشرت صحيفة تقدمي الالكترونية بعض تفاصيل عملية حرق الشاب الموريتاني يعقوب ولد دحود لنفسه، امام مجلس الشيوخ الموريتاني على بضع امتار من القصر الرئاسي، حيث تؤكد مصادرها أن يعقوب ولد دحود اتصل  قبل قيامه بحرق نفسه بصديقه الشخصي الرائد احبيبي ولد دلول من مكتب  الدرسات والتوثيق العسكري  BD سابقا، ليخبره انه بصدد حرق نفسه احتجاجا علي الاوضاع السياسية في البلاد.



وتضيف الصحيفة أن الرائد قد اتصل بصديقهما المشترك  النقيب الدحه ولد مولاي اعل من الحرس الرئاسي (بازب) ليخبره بوجود  يعقوب ولد دحود امام مجلس الشيوخ وقد استعد لاحراق نفسه. ويقول المصدر أن الدحه لم يتردد وقتها في الاتصال بالرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز ليطلعه علي الأمر.
وحسب المصدر العليم فإن ولد عبد العزيز طلب منهم الإسراع  إليه ومحاولة ثنيه عن  الأمر. وانتقل ولد عبد العزيز الي غرفة الحراسة و المراقبة في القصر الرئاسي حيث كان يراقب العملية من خلال كاميرا مثبتة قرب مبنى مجلس الشيوخ، غير بعيد عن المكان الذي كان يتواجد فيه ولد دحود.
وحسب المصدر فإن  الرائد احبيبي ولد دلول والنقيب الدحه ولد مولاي اعل و النقيب سيدي محمد ولد خيري انتقلوا الي مكان تواجد يعقوب فوجدوه في السيارة وقد أراق البنزين علي رأسه وسائر جسده واغلق عليه سيارته وجعل بابها بمحاذاه الحائط حتي لايسهل فتحه. وجعل في يده "ولاعة" في حين احاط به افراد من المارة وعناصر من البوليس. وكان يهددهم بحرق نفسه بمجرد ان يقتربوا منه. كما كان يتفوه بعبارات مناوئة للنظام القائم، متهما إياه بالاستبداد والفساد وخداع المواطنين بالشعارات الفارغة، ومؤكدا ان النار التي سيحرق بها نفسه ستكون الشرارة التي تحرق نظام ولد عبد العزيز. وقد حاول الرائد احبيبي والنقيب الدحة ثنيه عن الامر والاتصال باخيه رجل الاعمال بكرن ولد دحود وبزوجته، فنهرهما يعقوب قائلا: لاتقحموا النساء في الامر. وفي تلك الاثناء حاول افراد من البوليس كسر مرآة السيارة واقتحامها لإنقاذه، في وقت كان احد افراد الشرطة يقول له "انهِ عنا هذه المسرحية"، وفي تلك اللحظة اشعل ولد دحود الولاعة واشعل النار في نفسه، ليفر من أمامه افراد الشرطه،
ويقول المصدر ان الرائد احبيبي ولد دلول هو من كسر زجاجة السيارة واخرج منها يعقوب وقد اشتعلت ملابسه كلها، فخلع النقيب ولد خيري دراعته ليلبسه إياها، وكان يعقوب في ذلك الوقت محتفظا بوعيه، فجعل يردد عليهم شعارات مناوئة  للنظام القائم، وفي تلك الاثناء وردت سيارة تقل فريقا من التلفزة الوطنية يتقدمهم الصحفي سيدي ولد النمين،  فخاطب يعقوب سيدي ولد النمين قائلا له: إذا صورتني سآقتلك. فأجابه سيدي متهكما:  تعرف انه ليس بمقدورك ان تقتلني يا يعقوب. ان لم تستطع ان تقتل نفسك وقد ارقت عليك ليترات من البنزين واضرمت فيك النار، فكيف تقتلني وانا محاط بثلاث ضباط.
ويقول المصدر ان سيدي ولد النمين منع فريق التلفزة من تصوير يعقوب.
ويؤكد المصدر العليم أن النقيب الدحه ولد مولاي اعل كان يحمل علي صدره كاميرا بالغة الصغر، من النوع الذي يستعمله اجهزة الاستخبارات، وقد قابله ليأخذ منه صورا تم تسريبها فيما بعد لبعض المواقع الالكترونية. كما تم تصويره ايضا وهو في المستشفي العسكري رهين سريره، من طرف بعض العسكريين.
ويظهر في احدي الصور رجل اصلع في محاذاة ولد دحود هو سيدي محمد ولد خيري، اما  ولد دلول فكان يظهر   بالقميص الابيض.
ويتحدث المصدر العليم عن علاقة صداقة  كانت تربط رجل الاعمال الشاب يعقوب ولد دحود  بالرئيس الموريتاني الحالي محمد ولد عبد العزيز من ايام الرئيس ولد الطائع، وقد قادت تلك الصداقة الشاب يعقوب لدعم سيدي ولد الشيخ عبد الله، غير أن يعقوب تخلى عن عدم ولد الشيخ عبد الله ايام حملته. وقد أسر الى احد اصدقائه، ان سبب تراجعه عن دعم سيدي كان بسبب ان ولد الشيخ عبد الله اقام اثناء زيارته لروصو في إطار حملته الرئاسية في منزل السيناتور محسن ولد الحاج، فاتصل يعقوب علي ولد عبد العزيز ليقول له: إنهم ارتكبوا خطأ فادحا في جعل شخص مثل محسن، لايحظى باحترام الناس في روصو، بسبب بعض سلوكه غير السوي. هو من يشرف علي اقامة المرشح سيدي وينظم له لقاءاته السياسية. ويقول ان ولد عبد العزيز قد شاطر يعقوب الرأي  واستشاظ غضبا وقال له: اعطني سيدي في التلفون. وحسب المصدر فإن يعقوب تفاجأ من الطريقة التي كان ولد عبد العزيز يلوم بها المرشح سيدي ولد الشيخ عبد الله ويقوم بتقريعه وتأنيبه، الامر الذي جعل يعقوب يتراجع عن دعمه له، مؤكدا أنه لن يكون سوي واجهة لحكم "العقيد" ولد عبد العزيز.
ويقول مصدر الصحيفة انه تم نقل يعقوب للمستشفى العسكري ومنع اهله من لقائه ولكنه لم يتلق الاسعافات الاوليه إلا بعد اربع ساعات من وروده على المستشفي.

ليست هناك تعليقات: